بقلم محمد عبد الله
أكثر من أربعة عقود ، من العطاء والإبداع ، نجح خلالها الموسيقار الدكتور طلال ، في رسم وترسيخ صورة الموسيقار الملهم والمبدع ، الذي كتب اسمه بحروف من ذهب في عالم الفن والإبداع الموسيقي في الوطن العربي ، لكن جاء توقف الحفلات الغنائية السنوية الفريدة من نوعها والتي كان يقيمها على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية ، لتطرح الكثير من علامات الاستفهام حول هذا الغياب بسبب اشتياق الجمهور لمثل هذه الحفلات التي تحمل قيمة فنية كبيرة ، فقد كانت المتنفس الحقيقي لعشاق ومحبي الفن العربي الأصيل ، بهدف الإرتقاء بالذوق العام وتقديم محتوى فني تقافي ثري .
مسيرة طويلة من العطاء في فضاء الأغنية السعودية والعربية ، تميز خلالها الموسيقار الدكتور طلال بوفرة الألحان ، والإحساس الموسيقي البديع ، وقدرته على التنوع وصياغة أعمال فنية أنيقة تظهر تفرده وأناقته في تقديم نغمات موسيقية خالدة ، تساهم في ترسيخ مفهوم الموسيقى العربية عموماً ، والسعودية خصوصاً ، وتطوير ذائقة الجمهور بموسيقى عبقرية تؤكد نهم في العطاء الفني ، بنغماته المتجددة المعبرة ، التي تلامس قلوب الجمهور ، وتتسق مع حناجر نجوم الطرب في الوطن العربي ، بروح الموسيقى الطلالية ، ليظل اسمه علامة بارزة في تاريخ الفن الموسيقي العربي ، من خلال أشهر الأغاني ، التي تغنى بها معظم المطربين السعوديين وغيرهم من نجوم الغناء في الوطن العربي ، منهم طلال مداح ، محمد عبده ، نجاة الصغيرة ، عبادي الجوهر ، ماجدة الرومي ، أنغام ، هاني شاكر ، عبدالمجيد عبدالله ، أصالة ، راشد الماجد ، رابح صقر ، كاظم الساهر ، لطيفة ، آمال ماهر ، حسين الجسمي ، صابر الرباعي ، وغيرهم الكثير .
الموسيقار طلال هو عراب نهضة الموسيقى العربية ، والمتجدد دائماً بأعذب الألحان عبر سفينة النغم "الطلالية" التي حافظت عن الهوية الموسيقية السعودية ، من خلال تناغم النغمات الطربية ، ليصبح ظاهرة فنية موسيقية تنثر الإبداعات الموسيقية ، نجح خلالها في ترسيخ مجد الأغنية السعودية والعربية ، بألحان أنيقة ، ونغمات كلاسيكية متطورة ، ساهمت في تطوير مفهوم الموسيقى العربية ، وكأنه يكتب تاريخ الأغنية من جديد ، بتقديم ألحان تخلد في تاريخ المكتبة الموسيقية العربية .
في النهاية أتمنى ان تعود هذه الحفلات الضخمة الفخمة لتزين ليالي القاهرة الساحرة ، فالجمهور في حالة تعطش لمثل هذه الحفلات الراقية الخاصة بالموسيقار الدكتور طلال .
